Daniel Patrick Welch - click to return to home page


    English versions 
Arabic versions - Saudi Arabia Catalan versions Croatian versions Czech versions Danish versions Nederlandse versies Finnish versions Versions Françaises Galician versions German versions Greek versions Indonesian articles Le versioni Italiane Japanese versions Urdu versions - Pakistan Polish versions Portuguese articles Romanian versions Russian versions Serbian articles Las versiones Españolas Ukrainian versions Turkish versions

 

 

 

(11/04) 

ارماغادون: مللناك وقرفناك
دانيال باتريك ويلش
ترجمة ليلى حمدان

يسلط بوش سيف ديموقليس على شعب ومدينة الفلوجة، استعدادا لانزال غيظه المكبوت الذي حسب ما يوعزه له عقله الفاسد المشوش بان نصره الانتخابي الملوث يسمح له بذلك. انها الحالة الغريبة التي يعيش فيها معظم الاميركيون هذه الايام . و تستمر الحملة الصليبية دون رادع ترافقها جوقة "الى الامام ايها الجنود المسيحيون" واعلام  تافه يقوم على التهليل، فيما يتعاظم التغيير في العالم.

حقا، يمارس الاميركيون فعل الانتخاب، وغالبا ما يتميز المرشحون بمواقف متباينة حول موضوعات رئيسية هامة.  لكن، لننسى مقولة الولاية الديموقراطية والولاية الجمهورية، وهي واقع من مخلفات النظام الانتخابي في زمن الاستعباد والعبيد. في هذا الوضع الانتخابي المشوه، حيث يفوز الفائز بكل شيء، يكون للوضع الجغرافي هو نفسه،عداء بحيث يسمح لمجموعة من الاقليات القومية بادخال والترويج لافكار خاطئة عن العقلية الاميركية.  قد يصوت الاميركيون في ولاية ديموقراطية لبوش تماما كما قد يصوت الاميركيون في ولاية جمهورية للمرشح اليساري، كيري، هذا امر واقع. لكن، هل يغير هذا شيئا؟ اضف الى هذه ااشورباء الانتخابية مئة صوت اضافي، بفعل التمثيل في مجلس الشيوخ، ترش او تنثر على وصفة الكلية الانتخابية. مع الاشارة الى ان ولايتي وايومنغ وكاليفورنيا معا تحصلان في ديموقراطية القرون الوسطى هذه، على صوتين اثنين فقط،  ليصبح التشويه كاملا. فمبدأ المحافظة والمحافظين الاميركي، وان يكن عويصا، هو امر مبالغ فيه، اذ ترى جيش تشيني الصليبي المتحد يسير باعتزاز باتجاه موجة جديدة من التدمير.

لكن، كما هو الحال مع المحاربين الحقيقيين، فان انتخاب هؤلاء المعتوهين ليس سوى حازوقة على

طريق السيطرة على العالم او ظهور قصير على الشاشة. ما هو رد الفعل الفاشي الحقيقي على آخر الاخبار التي تتحدث عن تسبب غزوكم بقتل مئة الف انسان؟ لماذا، للتحضير لقتل مئة الف غيرهم، بالطبع هو كذلك. تذكرون الحوار الذي يثير القشعريرة الذي ظهر في تسجيلات نيكسون بين الاخير وكيسنجر، حيث ناقش الاثنان وبصورة غير رسمية العدد التقديري للقتلى اذا ما اصدرا أمرا بقصف الخنادق في شمالي فيتنام: بضع مئات الآلاف. انه عدد كبير.

اذن، وفيما المقترعون الاميركيون يهرجون ويمرجون ويعترضون ويغتاظون حول مشكلة صغيرة تتعلق باذا ما كانت ارادة الشعب تهم فعلا او لا، فان الخطط تسير حسب ما هو مقرر لها لخنق انفاس الناس بالآلاف في الاصقاع البعيدة. كما ان عدم الاكتراث للمذبحة القادمة هو فعل وحشي بقدر ما هو مثير للذهول والصدمة. ولا عجب اذا لم يظهر اي اثر لمسألة غبار الاورانيوم المستنزف المثيرة للريبة على شاشات الرادار. ان معظم الاميركيين لا يمكنهم استجماع الشجاعة للقول بان المذبحة المرتقبة على الفلوجة امر غير مقبول. في هذا الاطار، استضاف برنامج على الاذاعة الوطنية العامة، معقل الاعلام الاميركي الحر،  زمرة من انصاره لمناقشة افضل طريقة  لحرق مدينة ذات ثلاثة مئة الف مواطن. فتساءلوا هل ان القوة الجوية اشد فاعلية، ام ان القتال من بيت الى بيت سوف يكون ضروريا في هذه الحالة، همم.... هذه مسألة ينبغي حلها.

اننا نعير الاذن الصماء للرعب القادم على سكان الفلوجة، ونتعامى عن عواقبه الحتمية، فنشاهد، او ان معظمنا لا يشاهد، الغارات الجوية وهي تحول الى ركام مستشفى نزال للطوارئ، الذي تديره جمعية خيرية سعودية. ثم يرد المتمردون بسلسلة من الهجمات المضادة على امتداد مساحات عريضة من وسط العراق، متسببين بمقتل اكثر من ثلاثين شخصا وجرح ما يقارب الستين غيرهم، من بينهم عشرون اميركيا.

من عاداتي العصبية ان اردد في ذهني اغنية ما دون توقف . ففي الايام الاخيرة كنت اردد اغنية بوب ديلان "الرب الى جانبنا". وليس هذا من دون سبب.  اذ ان بعض الجنود الذين تم اعدادهم للهجوم على الفلوجة كانوا يصلون الى المسيح ويعزفون الروك المسيحي. وقد علق الكولونيل غاري براندل من قوات المارينز الامريكية، في هذه المناسبة، بما يلي:"للعدو وجه. وهو وجه الشيطان. انه في الفلوجة ونحن قادمون لتدميره."  

وهذا الغباء التام المرعب الذي يتمتع به هؤلاء القادة ينعكس على عقلية القادة صعودا في المراتب (ويتجلى واضحا في قادة سجني غوانتانامو وابو غريب). وما كشف ذلك مؤخرا مقابلة اجراها رون سوسكيند مع احد مساعدي بوش الذي عالج فلسفيا الانقسام الكبير بين من يصنعون الواقع (اي بوش وملائكته، حسب ظني) وبين من ببساطة يدرسون هذا الواقع). وقد استخدم فعليا عبارة المجتمع المستند الى الواقع، والذي اجده مناسبا تماما وتهكميا بطريقة غريبة. ولطالما اعتبرت ان مكان النواة الفاشية لعصبة بوش السياسية هو في الجهة الاخرى من الواقع، ولم اقصدها بالطريقة ذاتها تماما.

الامر ليس مضحكا حقا عندما تفكر فيه. انها حالة من الاضطراب العقلي، نوع من الاهستيريا الجماعية ابتلعت عشرات الملايين من الاميركيين. فعملية الانتخاب والتصويت والحملة الانتخابية كلها، كي نكون صادقين، لا تهم، وهي مضيعة فادحة للوقت والمال. اذ انه قبل بدء اقتراع اول صوت، كان مستقبل الولايات المتحدة للجيل القادم قد حدد سلفا، لكن، ليس من خلال نتائج الانتخابات، بل من خلال الحرب على العراق. فالمنطقة المذكورة ما تزال بمثابة التجمع للشر في عالمنا المعاصر، كما قد نسمع رونالد ريغن يهمس من وراء قبره. بالطبع، هذه مسائل زائفة. لكن يجب ان نحضر انفسنا لحقيقة واقعة وهي ان المذبحة ضد الفلوجة حاصلة بغض النظر عمن يفوز في الانتخابات. فالفوز بالاكثرية الى جانب سلطة منزلة تشكل سلاحا فعالا في ايدي المستأسدين. لكن ما هو عدد الفاشيين لتحقيق ذلك؟ لم يحتج هتلر الا الى 30 % ليبدأ الانزلاق نحو ارماغادون.

والاميركيون الآن في طريقهم الى ذلك. فالمذبحة في الفلوجة سوف تكون حدثا مزلزلا في طريق انهيار الامبراطورية الاميركية واندحارها، وسوف يتردد صداها في السنوات المئة المقبلة. والامر ليس مبالغة. فالعالم الآن منزعج بالفعل من غرور الولايات المتحدة واستئسادها. والحال الى اسوأ بشكل يفوق التصور.

احيانا تتسارع وتيرة عادتي العصبية حتى لتكاد الاغاني تشكل في ذهني لحنا خليط. فهذا ديلان يتساءل كم من الناس بعد سوف يقتلون حتى يصل الى الحقيقة. ويسعى املي المتضخم الى اقناعي بانه ما زال في امكاننا تجنب الانزلاق نحو الجحيم الذي يكاد يكون قدرنا الذي نستحق. وتخطر على بالي ايضا ترنيمة الساندانيستا: ....   وهي ليست طويلة، كما تعود بي طقطوقة بول سيمون الساخرة الى ما يسمى بالمجتمع المبني على الواقع: ربي بارك السلع التي اعطيت لنا/ ربي بارك الولايات المتحدة/ ربي بارك مستوى المعيشة لدينا/ .... لنحافظ على هذه الامور/ اسعدتم اوقاتا.

^  Top  ^

Translated by Leila Hamdan