Daniel Patrick Welch - click to return to home page


    English versions 
Arabic versions - Saudi Arabia Catalan versions Croatian versions Czech versions Danish versions Nederlandse versies Finnish versions Versions Françaises Galician versions German versions Greek versions Indonesian articles Le versioni Italiane Japanese versions Urdu versions - Pakistan Polish versions Portuguese articles Romanian versions Russian versions Serbian articles Las versiones Españolas Ukrainian versions Turkish versions

 

 

 

(10/04)

 طالع سوء في الأفق

السريالية مهيمنة خلال موسم الانتخابات الأمريكية

دانيل باتريك ويلش

 أرى طالع سوء في الأفق            أرى متاعب قادمة

أرى زلازل وأنواء                أرى أوقاتا قاتمة

لا تخرج الليلة                              فحياتك رهن الخطر

فهناك طالع سوء في الأفق

 

كليدينس كليرووتر ريفايفال

 

تعد قادرة على تحقيق شيء. "العالم العجيب" مضحك للغاية، و"عالم الفضاء" حالم جدا. على الأقل هناك مكان للطيبين والطيبات على متن سفينة الفضاء الإنتربرايز لينتهوا إليه. وا أسفاه على مستنقع المال والبترول والخبراء التي هي أمريكا، يبدو حقا أن لا مناص.

 

يتواصل موسم الانتخابات بلا هوادة. بإمكان المتسابقين في سباق الخيل أن يتجمعوا، دأبهم دوما، في موقع electoral-vote.com، الموقع الذي يعرض آخر نتائج الاقتراع على الخارطة الانتخابية. إنه التحليل الوحيد المنطقي، هذا إذا بقي لهذه الكلمة مكان في هذه الأجواء. سيشهد آل غور وسام تيلدين على أن التصويت الشعبي لا يعني شيئا. فالاقتراع الوحيد الذي يمكنه التنبؤ بشيء هو الاقتراع الذي يعكس الحالة الدعية والرخيصة التي تصوت للديموقراطية في عملية الاختيار المؤسفة في أمريكا. وحيث أن طريقة الاقتراع على الولايات كل على حدة مشكوك في صحتها تاريخيا، فالرهان على أوراق الشاي أفضل.

 

وهكذا، يتحتم على أسوأ إدارة أمريكية في تاريخ البلاد أن تتجنب الهزيمة التي يمكن لأي ديموقراطية شعبية حقيقية ان تقدمها، بينما يرتفع الغبار وينقض الضغط على الادعاءات المتوالية حول آخر فشل إمبريالي أمريكي. لعل الهوس بفيتنام يبشر بالخير، لو كان فيه جوهر حقيقي، أو حتى لو ادعى أحد دروسا مستقاة لعلها تنعكس على الإخفاق الإمبريالي الحالي. ولعل تفاصيل المذبحة الحالية في العراق تشكل أمرا مركزيا لبعض واهبي الدماء الممولين من قبل الشركات الذين أنهوا بهذه الانتخابات جيلا كاملا. لكن في الوقت الراهن على الأقل، يرتكز هوس المرشحين بالحرب على الماضي فقط. فهذا الوحش الضخم الذي يسمى العراق، والذي يمر الآن بمرحلة فاصلة، بالكاد يعتبر من القضايا السياسية العشر الاولى.

 

يبدو أن النخبة السياسية الأمريكية لا تلقي بالا لأزمات بهذا الحجم، كما لو أن الرعب المكتوم الذي يتكشف في العراق يتخطى كثيرا الحدود، حيث أن السادة يفضلون القتال من أجل أمور أصغر، تماما مثل المستأجر الذي يرغب أن يلبس أفضل ما عنده يوم يأتي المأمور ليخلي البيت. لكنه سياتي فعلا، وستصبح الإمبراطورية الامريكية عارية وبلا مأموى في أسوأ وضع مذل على الإطلاق. إنها حقيقة مرعبة تدق ناقوس الخطر أن الامريكيين لا يدركون كم هم معزولون. فطالما أن الامر لا يبث على التلفاز فهو كما لو كان غير موجود، بغض النظر عما يراه بقية العالم. ويأتي هذا الوهم الذاتي الخطير مع وهم آخر: أن التخلص من الطغمة القابعة في الحكومة العسكرية الفاشية التي تحكم حاليا سوف يستخلص السم من الدسم.

 

العالم كله شاهد تواطؤ المعارضة على مدار السنوات القليلة الماضية. فلم يعد هناك الكثير من التعاطف مع الطرف الذي يحاول أن يصنع من تشاؤمه دورا يمثل الضحية الأولى لنظام بوش بدلا من المتعاون الأكبر كما هو الحال بالنسبة للنمسا بعد آنكلوس. يود اليسار أن يعتقد حقا بأن بإمكان كيري أن يستمر في مساره الحالي، بإيمائه وغمزه، وأن يحكم  بتفويض لم يطلبه أبدا. والاحتمال الأكبر طبعا هو أن يخسر. وبينما الحالة الفيتنامية تسخر من اليسار الجبان الخائف من خسارة حرب إمبريالية، أصبحت الحالة الدوكاكيسية هي الضربة القاضية للمرشحين الديموقراطيين الذين يخشون الرد على من يهاجمهم.

 

ومثلما هو حقيقي في التحليل السياسي السائد، فالسخرية تفقد آثارها. فخطيئة دوكاكيس لم تكن أنه لم يرد على افتراءات لي آتووتر بافتراءات مضادة. فهذا التحليل الخاطئ هو ما يوصلنا إلى الإفلاس السياسي الحالي، في عالم الظل العجيب المزركش الخاوي من الأوسمة والكتابات الناتئة. بأسلوب الفتونة، كيري يقاتل بالرد على خصمه بأن يثير حفيظته. اسأل جون مكين وجمهوريي جنوب كارولينا عن مدى سهولة الوقوف بوجه آلة بوش المتهتكة. وبأسلوب الرواية التاريخية غير المعدلة، فإن كيري واقع في نفس المصيدة التي وقع فيها دوكاكيس. الموضوع ليس أن نكون أبطال حرب أو أن توضع صورتك على دبابة. فبعد الكوارث في زمن ريغان، فشل دوكاكيس وحزبه في معارضة روح الريغانية، وحاول استبدال الوظائف الجيدة ذات الرواتب الجيدة ببرنامج حقيقي لاستعادة ما دمرته مدتين رئاسيتين لرجل إعلام ناجح.

 

والآن، وبهذا النظام الحالي الذي لا يألوا جهدا في أي مجال، فإن كيري يشبه ملاكما لا يحقق ضربات. فمن الصعب تحميل بوش المسؤولية عن الجرائم الدولية لحرب غير قانونية أيدناها، بالذات عندما نصر على مواصلة الدفاع عن واحدة من أسوأ الأفكار في التاريخ الإنساني. وبخصوص الاجندة الداخلية لبوش، فإن الامور في الساحة تثار بصورة متعمدة على عكس ما ينبغي أن تكون عليه. من هذا الرئيس الذي يقبع على سجن متفجر بأعداد تنوف عن مليونين، عدد مهول من السجناء يعد المعدل الاعلى في العالم. فبوش لم يحبسهم كلهم. إن السياسة التجارية هي التي أفقرت العمال وأسمنت جيوب الشركات بسرعة قاتلة أوصلتنا إلى قاع سببه الحزبان. وإدمان الطرفان على حرب استنزفت كل قرش بدلا من صرفها على أولويات أخرى، ولا داعي لأكمل.

 

يبدو أن هناك مستقبلا مشرقا لأسلوب سجن المشاغبين. فتحضيرات مؤتمر الحزب للجمهوري في "غوامنتانامو الصغيرة"، حيث استأجر هذا المؤتمر الموقع الذي استخدمته شرطة نيويورك لاحتجاز بعض المعتقلين، يبعث على السقم فينا جميعا. فإذا كان بإمكانهم خلق مجرمين بأعداد كافية فإن بمقدورهم سرقة الأصوات منا، ليس فقط الرجال السود المحبوسين. ومع استمرار تحول النظام العنصري في أمريكا واتخاذه أشكالا جديدة، فإن من يرفضون الاعتراف به يخاطرون بأن يصبحوا من ضحاياه كأولئك المارة الذين ألقي القبض عليهم من قبل نخبة نيويورك عندما كانت درجة الخطورة تشير إلى اللون البرتقالي.

 

إنها مهارة ضرورية، وهي مفقودة لدى معظم الامريكيين، وهي أن تعرف متى تكون مقبوضا عليك. المستنقع والرمال المتحركة تتنافس مع الحالة البرتقالية على استعمال المجاز اللفظي بشأن موضوع أن تكون مقبوضا عليك، لكن لا أحد فهم الكارثة التي تسمى العراق. في الآونة الأخيرة قام سيدني بلومينثال بإغلاق ملف المثال الآخر المشابه، وهو ملف فيتنام، بمقالة مقنعة مبينا أن الولايات المتحدة تواجه موقفا أكثر قتامة من الموقف في فيتنام. ويحث رون جاكوبس على التحرك لمعارضة الحرب، وليس فقط معارضة بوش. إن تقارير جاستين هاغلر، باتريك كوكبيرن، وروبيتر فيسك الحقيقية منشورة، إن أراد أحد ان يبحث عنها، وهي تظل تحذر من الكابوس المتواصل وهو الاحتلال والحرب في العراق.

 

وفي خضم كل هذا القنوط، فإنني أقدم تحليلا منعشا، له حدان على أفضل وجه. فهذا أفضل ما بوسعي قبل أن ينتهي دوري. يصف الكتاب معارضو الحرب من كوكبيرن إلى جينسين وجاكوبس وآخرون حركة معارضة الحرب بطريقة بهستيرية، وهم محقون بالتأكيد. ولكن قد يفيد أن نعيد تقييم بعض النجاحات التي حققناها من الوحش الذي يسمى بالإمبراطورية. يشير جاكوبس إلى أنه من العبث أن نظن أن أية حركة بإمكانها أن تجبر واشنطن على الخروج من العراق وأفغانستان قبل الفاتح من بداية العام 2005. لكن إيقاف الحرب بالكامل كانت فكرة مخيفة أيضا. فبدلا من الاستغراق في التفكير، يجب أن نحمد على حالة الاغتراب والعزلة التي تضع الولايات المتحدة في زاويتها الحالية.

 

كان بالإمكان ،بدون الحشد العالمي الضخم، إجبار تركيا على استضافة جبهة شمالية. صحيح أنها لم تقف في وجه أزنار وبيرليسكوني. لكن أزنار أصبح الآن من التاريخ، وهذه الموجة العامة التي تدعم الحركة كان يمكن أن تحمد على الإطاحة بفاجبايي والإبقاء على شافيز في السلطة. أهم شيء أنجزته حركتنا هو إزالة القناع عن الوحش. لم يكن هناك ورقة توت من تعاون دولي يمكن استخدامها في تبرير هذا الغزو الإمبريالي الأخير. الولايات المتحدة ليست منتصرة في العراق، مثلما يدعي بوش، بل خاسرة وبقوة بأي مقاييس. ما تحتاجه هذه الإمبراطورية هو هزيمة أخرى بطيئة ومخزية لتوقظ بعض الحس فيها.

 

والأحلى من ذلك أن الجني لا يمكن إعادته إلى القارورة. فلا مسيرة للبراليين الجدد، ولا ترهات التقدميين العالميين يمكنها أن تقنع العالم بأنهم لم يروا ما رأوا. بالفعل فقد تمادى الأخ الأكبر، وحرية قول الحقيقة لم تنشأ بعد. لا يهم من ينتصر، فقعقعة موت الإمبراطورية الأمريكية قد تكون مزعجة.

 

في المحصلة سيضطر الشعب الأمريكي لمعارضة الإمبراطورية. وهذا يعيد المرء إلى جادة الصواب إن لم ينفع شيء آخر. إن فوضى وتناقض العقل الامريكي يمكن تلخيصها بنظرة واحدة على ساحة التايمز سكوير، على بعد رمية حجر (هذه استعارة مكنية، سيد بلومبيرغ "لا تعتقلني") عن مكان انعقاد آخر مؤتمر للأشرار. لقد تعززت مكانة العديد من المحتجين برؤية كلفة الحرب على العراق وهي تسجل المليارات تلو المليارات على لوحة ضخمة أقامها مركز التقدم الأمريكي.

 

لكن اللوحات الضخمة لا تهم في ميدان تايمز سكوير. فهذه اللوحة بالذات حشرت بين صورة لشون بافي كومبس، وهو يلوح بتحية مزيفة ليبيع ملابس شون جون الجديدة، وصورة ضخمة لكيمورا لي سيمونز وهي تروج للأحذية الرياضية بيبي فات لديفا وهي عارية. قد تكون بيبي فات معلما من معالم ديفا، كما هو مكتوب على اللوحة، لكن العري هو الذي يروج فعلا. وعلى الزاوية دعاية لبي تو كي عن مسرحية راقصة تجمع بين الأصالة والمدنية، لا أذكر بالضبط. وفي الأسفل منها، شركة رهن تسمسر على مالكي أسلاف الراقصين والراقصات أعلاه. إن واشنطن، وجيفرسون وزمرتهم يفسرون أسلوب الرهن على الطريقة الأمريكية: "إن أجدادنا لم يأتوا إلى هنا ليستاجروا"، اسألوا الهنود الحمر. أنا أضفت الجزء الأخير انسجاما مع السياق. أما الباقي فليس زورا، فهي الرأسمالية الامريكية المتداعية. هل من مفر؟ أين أنت يا مخلصي؟

^  Top  ^

Translated by Mueen Ahmed Talal Moh’d Issa