Daniel Patrick Welch - click to return to home page


    English versions 
Arabic versions - Saudi Arabia Catalan versions Croatian versions Czech versions Danish versions Nederlandse versies Finnish versions Versions Françaises Galician versions German versions Greek versions Indonesian articles Le versioni Italiane Japanese versions Urdu versions - Pakistan Polish versions Portuguese articles Romanian versions Russian versions Serbian articles Las versiones Españolas Ukrainian versions Turkish versions

 

 

 

(9/03)

القضية انتهت:
لماذا ينبغي على المناهضين للحرب أن يلتفوا حول كوسينيتش

دانيال باتريك ويلش لموقع opednews.com

والآن ما العمل؟ لقد خيم هذا السؤال على الحركة المناهضة للحرب كغيمة من الضباب الكثيف. فالنشاط السياسي المناهض للحرب دأب بطبيعة الحال على النمو في اتجاهات مثيرة، إلا أن مهرجان الانتخابات المقبلة دائما ما يستحوذ على جهد الجميع – حتى أولئك الذين يبقون على رشدهم في الأوقات الأخرى، فالكل ينخرط في رقصة الموت التي تدور كل أربع سنوات، فيتدافعون فيها ويتساقطون بما يملأهم من حماس يدفعه الفضول حول المرشحين الذين لا يشاركونهم اهتماماتهم – والذين يحاولون من مواقعهم على طرفي السجال السياسي الرهيب إما توظيف الحمى المناهضة للحرب التي تجتاح العالم أو كبح جماح تلك الحمى، وهنا يدخل دينيس كوسينيتش!

وعلى الرغم من الغباء السياسي المزدوج الذي يشوب الصحافة قصيرة النظر والتي تصر على إلصاق الفشل بالحركة المناهضة للحرب وما لها من قوة حاشدة وتنظيمية هائلة فإن تلك الحركة نجحت دون جدال في تحقيق الجمود والعزلة الحالية والتي آلت إليها النوايا الاستعمارية الأمريكية في الشرق الأوسط وما وراءه. وسواء توقفت تلك الحرب أو استمرت فينبغي أن يكون واضحا الآن أن الاحتجاج الشعبي العنيف على مستوى العالم قد حال دون إسباغ الشرعية على الحرب وتبعاتها. فالذكرى المؤثرة لعشرات الملايين من الناس الذين خرجوا في مظاهرات منظمة في الشوارع في 15 فبراير كانت أحد المعالم الهامة على الطريق.

والسؤال الذي يدور بأذهان الجميع الآن هو كيف يمكن نيل النفوذ السياسي من كل هذه الانفعالات المتقدة، والتي مازالت تتأجج بطبيعة الحال، ويمكن أن نلمسها في رد الفعل التلقائي الذي يصدر ضد بوش وضد برنامج عمل الولايات المتحدة من كل أرجاء المعمورة. ودعوني أوضح هنا أنني أشير للنفوذ الانتخابي، أي التغيير في القيادة التي يتم انتخابها بشكل تقليدي والتي تتمتع بالفرصة لإحداث بعض التغييرات التي تظاهرنا من أجلها.

إن هذا الاختلاف يشكل أهمية كبيرة وقد تفوت ملاحظته على الكثيرين ممن يرون أن توجههم المغناطيسي لصناديق الاقتراع هو وسيلتهم الوحيدة للتعبير السياسي. إن هناك قوة تكمن خارج نطاق العملية الانتخابية وعليكم بتذكرها: العمالة المنظمة والشبكات الأهلية التي لا تحصى والقدرة على تحريك الجماهير والاحتجاج والتهييج. وكما أوضح ناعوم تشومسكي فإنه يجدر أيضا أن تكون هناك أصوات الطبقة الحاكمة والتي تتغير مع كل كسر من الثانية مع كل دقة من دقات مؤشر الأسهم في البورصة. إننا إذا عولنا على الانتخابات وحدها لإحداث التغيير فليست أمامنا حتى فرصة للدعاء.

قد يكون كوسينيتش هو طريق العودة الوحيد لعالم الانتخابات، بلى إن ذلك صحيح- فمعظم المنتمين لليسار يشعرون بأن الأمل يكمن خارج الحزب، أي من خلال إصلاحات تتنافر بقوة مع الوضع السياسي الراهن (إننا هنا نرى كوسينيتش من جديد كاستثناء صارخ). إن الحزب الديموقراطي - الذي يشوب تاريخه الدامي إقدامه على التخلص من عدد هائل من الحركات الشعبية – لا يمثل الطريق الصحيح لإحداث تغيير جذري في نظر البعض. وينبغي أن يكون واضحا أنه لا سبيل لخلق واقع يواجه فيه الحزب الديموقراطي الحقيقة إلا من خلال تبني نظام للتصويت لتصفية المرشحين، والتمثيل النسبي، والحملات التي تمول من جانب الجماهير، وإزالة الأغلبية الانتخابية الجامعية المسيطرة وغيرها من الإصلاحات.  وبممارسة الضغط الجاد على اليسار يمكن دفع حزب معدل للعمل من خلال التحالف مع الأحزاب الناشئة حديثا وذلك لترويج برنامج انتخابي جماهيري.

إلا أن ذلك بطبيعة الحال لا يمثل اقتراحا يقبل الفروض، فلا ينبغي أن يتوقف الضغط على أي من تلك الجبهات - فإن توقف فلا حاجة لنا به ٍإذا ما وضعنا في اعتبارنا برنامج كوسينيتش الانتخابي. إن العجز عن تحقيق تلك الإصلاحات قد يكون مشابها لما تصوره بوب مارلي (الذي كان يتغنى بهيلي سيلاسي) حول الهزيمة التي طال انتظارها للعنصرية حينما قال: "إن حلم تحقيق السلام الدائم والمواطنة العالمية والحكم الدولي من منظور أخلاقي هو حلم باق لأمد غير معلوم، إلا أنه وهم عابر نسعى وراءه ولا ندركه البتة".

ولأمد غير معلوم سيسطر أحد الحزبين الطاغوتيين على الجناح التنفيذي للقوة العظمى الأكثر قوة وخطورة في العالم، أي أن الرئيس القادم سيكون من الديموقراطيين. ويمثل ذلك دافعا للتملل لكثير من المنتمين لليسار، أما انضمام مرشح ذي مبادئ مثل كوسينيتش للسباق فقد يكون ذلك الشرارة التي تشعل لهيب مشاعر اليسار كما حدث منذ ستة عشر عاما مع ترشيح جاكسون للرئاسة.

كما أن هذا هو التوقيت الصحيح أيضا فاستمرار احتلال العراق يمثل كارثة تامة قرر فيها لب الحزب (أو بمعنى أصح الجناح الجمهوري الخائن والذي صار هو الحزب نفسه) تكرار أخطاء الماضي من جديد. ولابد أنهم يفكرون بينهم وبين أنفسهم بأن فيتنام كانت مثيرة للغاية في بادئ الأمر - فلم لا نعيد الكرة برمتها من جديد؟ وما فات هؤلاء القوم هو المنطق العنيد للغزو والاحتلال كأنهم يقولون: لقد لعبنا بكل أوراقنا حتى أن الورقة الرابحة لملكة القلوب قد ظهرت. ولعل غاندي لم يكن أول من قاوم الاحتلال إلا أن الحقيقة البسيطة التي ساقها لا تجعل للاسترسال في الحديث أي أهمية، ودعونا نستشهد بالمهاتما غاندي في مقولته: "إن الحقيقة البسيطة هي أن 350 ألف بريطاني لا يمكنهم السيطرة على 350 مليون هندي هذا إذا اختار الثلاثمائة وخمسون مليون هندي ألا يرضخوا للهيمنة."

لقد أغمض معظم المرشحين للرئاسة أعينيهم عن تلك الحقائق البسيطة القديمة قدم الدهر، وإننا الآن نواجه مستقبلا يبدو حتميا سيستمر فيه الاحتلال بقيادة رئيس ديموقراطي، وسوف يعمد هذا الرئيس لتبني خط الحوار الذي لن يكون أمامنا خيار سوى فتحه مع الجناح اليمني وجنونه الإمبريالي من أجل "الأمن القومي"، وسامحوني مجددا إذا كنت أقوم بتشويش منطق أعجز عن متابعته وأتسائل لماذا نقوم بمضاعفة الفظائع التي سطرنا تاريخها بارتكاب المزيد من آلاف الفظائع الجديدة.

وهناك بالطبع مأزق السباق الحتمي والذي يجب علينا مواجهته، فالتحالف الناجح يحتاج للوصول لما هو أبعد من التقدميين البيض، وهو ما ثبتث صعوبته القصوى بالنظر للتاريخ المؤلم للعلاقات بين الأجناس في هذا الوطن. وليس حقيقيا على الإطلاق أن أي مرشح أبيض يمكنه بث الحافز لإحداث المشاركة الضرورية للتغلب على أموال ونفوذ اليمين، ولكن الحقيقة هي أن "المتحدين لا تنالهم الهزيمة قط". وليس ثمة من يساوره الشك في أن المشكلة كانت دوما في توحيد الناس.

ومن القواعد البسيطة للتفاعل بين الأغلبية والأقلية هي أن الأغلبيات تتولى زمام الأمور التي تريدها – ولهذا السبب يمثل وصول التقدميين السود للبيض مزايا تزيد عن وصول التقدميين البيض لجانب السود. إن لدى قناعة راسخة بانعدام فرصتنا في الفوز دون محاولة بناء هذا التحالف الذي يتصدر البرنامج الانتخابي. ولكي نقوم بذلك فإننا نحتاج للاعتراف بوجود غيرنا من الليبراليين السود في السباق، والاعتراف بنقائص المرشحين الليبراليين البيض أينما وجدت. إن كلا من شاربتون وموسيلي براون يتمتعان بمؤهلات تقدمية مثيرة للإعجاب، وفي حالة نجاح ترشيح أي منهما فمن المفترض أن يتلقيا نفس الدعم.

لماذا كوسينتش إذن؟ من سخرية القدر أن الأسباب الرئيسية للالتفاف حول كوسينتش تتشابه بشكل غريب مع فرضية انتخاب دين: إن هناك قوة دفع تتكون لظهور بديل لليمين وقد بدأت حلقة من النيران المقدسة تنتشر حول حملة كوسينتش. إن المشاركين ممن ينظمون الاجتماعات السياسية عبر موقع Tool Meetup على الإنترنت يفضلونه عن غيره باستثناء دين، كما أن الحملة آخذة في النمو السريع لدرجة أن متاعب التوزيع أصبحت في تفاقم مما يصعب من الوصول لمواد الحملة التي عليها طلب شديد. كما أنه مازال عليه أن يقوم بالتسجيل في استطلاعات الرأي وهو الأمر الذي قد يلجأ إلى تأجيله حتى يفاجئ المراقبين في أيوا ونيو هامبشاير وكاليفورنيا. وليس هناك سبب على وجه الأرض يمنع اليسار المشترك على الموقع – والذي يمثل نسخة من اليمين الذي يشترك في الإذاعة – من أن يقدم لكوسينتش ما قد قدمه بالفعل بوجه الخطأ لدين.

الأمر لن يكون سهلا بالطبع فالحقيقة المظلمة هي أن الحملة لن تكون سوى البداية، وسيكون على الرئيس كوسينتش أن يحكم بنفس الطريقة التي يدير بها الحملة، بحيث ينهل من مصدر القوة الهائل للشارع السياسي، وذلك ليحقق هدفه لتفكيك آلة الحرب المستمرة، والحقيقة أن منصات الخطب الانتخابية منصوبة بالفعل، كما قد تحققت نجاحات كبيرة في حشد المواطنين كما ذكرت من قبل، ففي مثال مثير للحيرة نجح موقع moveon.org – على الرغم من كونه يخص منظمة معتدلة – في جمع ما يقرب من مليون دولار في بضعة أيام لمساعدة الديموقراطيين في تكساس في محاربة خطة الحزب الجمهوري الأمريكي لتعديل الدوائر الانتخابية والتي تهدف لسرقة بضعة مقاعد برلمانية بعد مرور عامين من إجراء الإحصاء الرسمي لسكان تلك الدوائر. تخيلوا معي ملايين النشطاء تصيبهم غضبة جماعية تجاه أي من التغييرات التي تجري في إطار الحمى التقدمية، وأنهم يجدون من يتعاطف معهم في الجناح التنفيذي.

إن أخطر جدال يوجه ضد كوسينتش – وإن كان جدالا ملتفا وخبيثا بعض الشيء – هو أن كوسينتش "غير قادر على الفوز". وإنني لأرفض الخوض في التفاصيل على الرغم من أن بعض المواضيع التي تطرقت لها في هذا المجال لا تمس الموضوع، إلا أن أي شخص مهتم بالحوارات المطولة السابقة حول هذا الموضوع سيجد ما يريد في مقالات The Fire This Time ، وكان مجرد حوارا، وAnd speaking of Just Talking و it's time to move to the next step. لقد تم اللعب بكل الأوراق إلا أنه مازال هناك بعض الأوراق الرابحة في جعبتنا. ومع الاقتراب الوشيك للذكرى الأربعين لمسيرة عام 1963 إلى واشنطون فلا يسعني سوى ترديد مقولة د. كنج مختتما حديثي بأحد سطور زعيم روحاني آخر من السود: هلموا بنا يا أبنائي فالركب على وشك الانطلاق.

© دانيال باتريك ويلش. حقوق إعادة الطبع ممنوحة مع الشكر لموقع opednews.com والاحتفاظ برابطة الوصول لهذا الموقع. يعيش ويلش ويمارس الكتابة في سالم بولاية ماسوشيتس بالولايات المتحدة مع زوجته نامبوليروا- لوجودي، حيث يديران معا مدرسة The Greenhouse School. وبصفته كاتبا ومغنيا وخبيرا لغويا ونشطا سياسيا فقد ظهر ويلش في مقابلة على الراديو [نص المقابلة متاح هنا] وهو على استعداد لحضور المزيد من المقابلات. يمكن الاطلاع على مقالاته السابقة وترجماتها على موقع danielpwelch.com وشكرا لكل من تفضل بعمل رابطة لهذا الموق.

^  Top  ^

Translated by Ossama Nabil