4 مارس 2009

أليست هي امرأة؟؟

(باتريشيا جيننجز ويلش)..امرأة عظيمة..تراث رائع.

كتبه:دانيال باتريك ويلش.

باتريشيا جيننجز ويلش ياللروعة..أليست هي امرأة؟

كانت أمي هي كل ما أمكنني التفكير فيه عندما تذكرت الأسطر الأولى من خطبة (سوجونور تروث) الشهيرة:

"ذاك الرجل هناك يقول أن النساء بحاجة لأن نساعدهن في ركوب العربات، لأن نرفعهن عند عبور القنوات، ولان نفسح لهن أفضل الأماكن.وأنا لم يساعدني أحد قط في ركوب العربات، أو في عبور الأراضي الموحلة، أو أفسح لي أي مكان جيد.

أولست أنا امرأة؟؟

 

انظر إلي..انظر إلى ذراعي..

لطالما حرثت وزرعت..

وجمعت الماشية في الحظائر..

ولم يكن لي سيد من الرجال قط..

أولست أنا امرأة؟؟

إني أستطيع أن اكل وأعمل كما الرجال..وأن أتحمل السوط أيضا!!

 

ألست امرأة؟؟

لقد أنجبت ثلاث عشرة طفلا..و رأيتهم جميعا يباعون كعبيد

و عندما بكيت على قبر أمي..لم يسمعني سوى المسيح!!

 

ألست امرأة؟؟"

 

كل ما تعلمته عن الاحترام والكرامة، عن المثابرة، وعن ألا أدع الناس تعاني الإحباط..

كل ذلك مصدره هذه المرأة الرائعة، العنيدة، ذات الإرادة  القوية التي جئنا نودعها اليوم.

هذه المرأة التي علمتني أن احترم القوة و التعاطف، معا على قدم المساواة، والتي علمتني باختصار: كيف أكون رجلا!.

تعلمت من هذه المرأة الكثير،فهي من علمتني حكمتها في الحياة أننا لسنا أفضل من اي شيء،فالمراحيض الفائضة تتساوى مع التعلم وتعليم القراءة  أو تعلم لغة أجنبية، وان الحياة دون كفاح هي حياة لا قيمة لها.كذلك فإن الحياة دون الارتفاع بالأخرين هي حياة بلا هدف، كما أنها تستحق اللوم أخلاقيا.

لقد كنت محظوظا لدرجة لا تصدق لامتلاكي مثل هذه العلاقة الرائعة و الخاصة مع هذه المرأة، أمي، صديقتي، ثقتي و مرشدتي.

ولكنها أثرت في حياة الكثيرين أيضا، كما استمتعت بشدة بحياتها التي قضتها مع جميع أولادها، بدءا من رحلاتنا الخلوية لسان أنطونيوو أوستن،مرورا بلقاءات حمام السباحة، حتى أعياد الميلاد والاحتفالات.كيفما استطاعت الوصول هناك،وقدر ما استطاعت أن تقضي من وقت.

و بعيدا عن ذكر عائلتها ذاتها، فلطالما أحس الناس بأنهم جزء من هذه المرأة، لعلها مثلت كل هذا لي، لكن (ميما) كانت تمثل ملكية عامة للمقاطعة.

 واحدة من رسائل المواساة التي تلقيناها من صديقي (فولكر)ألمانيا   إلى أنه بالإضافة إلى ذكائها الحاد، تعطشها الشديد للمعرفة، وقدرتها القوية على التعليم فإنها جعلت الجميع يشعرون أنها أمهم أيضا.

" لقد كانت أروع ام يمكنك الحصول عليها، فكما تعرف فلطالما أحببت أن تعاملني كواحد من أبنائها، ومن أجل ذلك اراد الجميع الحصول على هذه المرأة: كأم، كمؤسسة للمدرسة، كقدوة. ورغم أن وفاتها شيء محزن إلا أنها لا زالت حية في ذاكرتنا  أكثر من كثيرين لا زالوا يعيشون بالفعل!

 

 من أجل هذا تركت الأزهار البيضاء،  فهي تمثل كل البذور التي زرعتها، كل الأزهار التي نمت، وجميع الأشخاص الذين نمت، بدأت، دفعت، أثمرت وأنقذت أحلامهم و حياتهم، أو حققت فقط المزيد من التقدم نتيجة لمعرفتهم بهذه المرأة.

 

ولئلا أكون جاحدا، لا يمكنني ألا أذكر زوجتي (جوليا)، وهي الأن شريكتي في الحزن و الأسى، كما كانت شريكتي في كل شيء أخر، فقد كانت بجانبي طوال سنوات عدة، تساعدني على الاعتناء بوالدتي- ولعل الكثير منكم يذكر أنها كانت تعاني المرض لسنوات-، بدءا من مساعدتها في الاستحمام، وتأجيل زفافنا، حتى اللحظات الأخيرة من حياة تلك المرأة العظيمة، فحب (جوليا) و دعمها لي، لأمي و لأحلامنا التي تشاركناها –تنانين الأبراج الصينية الثلاثة أو فريق البي دي جي كماقالت أمي وهي على فراش الموت-، هذا الحب المشترك الذي شعرنا به تجاه أحدناالأخر كان حيويا و ملموسا.

و رغم أنها كانت متطلبة في بعض الأوقات فلا بد لنا أن نتذكر أن هذا كان ناتجا من حبها لنا، فقد كانت إلى الأفضل . هناك جزء مؤثر من أغنية غنيناها قريبا(لقد ولدت في أسفل الوادي..حيث ترفض الشمس أن تشرق..ولكني أتسلق الأرض المرتفعة..و سأمتلك هذه التلة).

وبالفعل فقد جعلت هذا مطلب كل شخص-سواء عرفتم بذلك أم لا-،وهي السمة المميزة للمدرس..و ربما للأم كذلك.وكان هذا أصعب على الأشخاص الذين قالوا أنهم لا يستطيعون..و خاصة على الذين أخبرهم الأخرين بدورهم أنهم لم يستطيعوا.

 و هكذا ترى، أن السر كان أن (بات ويلش) كانت دوما تصوب نحو القمر..(لأنك في بعض الأحيان..قد تصيبه)، كما كانت تمتلك جانبا عمليا جادا كذلك،ليس لأن الشفقة على النفس مخجلة، لكن لأنها كانت ناجحة جدا.فكم من مرة في الأسبوع الماضي قدم الناس إلينا يحكون، كالأم التي روت لي و ل(جوليا):" عندما أردت أن ألحق ابني بالمدرسة ، أخبرت والدتك أنني لن أستطيع احضاره من المدرسة كل يوم،فقالت لي: فقط ألحقيه بالمدرسة، ثم سنكتشف معا كيف سنجعل هذا الأمر ينجح"..سأمتلك هذه التلة!و لكن مجددا.. ليس بدون أن ترتقي بمن حولك.

 

 كتب أحد أبناء عمي أننا جميعا حصلنا على الإلهام من العمة (بات)، فقد امتلكت حسا قويا من التفاؤل، لدرجة أنه لم يوجد  ما هو صعب بمجرد أن تقرر تحقيقه.وأعتقد أنها استطاعت إقناع الكثير من الناس بعمل أشياء ظنوا أنهم غير قادرين على عملها.في الحقيقة، فإن الشهرة التي اكتسبتها من فرض مشيئتها ضد أي عراقيل قادتني إلى حقيقة محيرة نتجت عن فقدانها، فقد كتبت عن طريق الخطأ وأنا أرسل إخطارا بوفاتها، فأرسلت تصحيحا بسيطا تحت مسمى (خطأ مطبعيا)، فأرسلت لي ابنة عمها في الحال ردا يقول أنها تتمنى لو كان كل هذا خطأ مطبعيا. " "باستي" أوضحت أن هذا كله كان خطأ مطبعيا و أنها لن تذهب لأي مكان كان".

قبل وفاتها بأسبوعين التفتت إلي و قالت:" بني، أتمنى لو أصاب بغيبوبة، وهكذا يمكنني أن أفيق بعد خمس أو عشر سنوات، و عندها قد يكون هناك من اكتشف علاجا لكل ما أعاني منه". صديقة أخرى سألتها يوما لو كان بإمكانها أن تشتري لها شيئا بما أنها في طريقها للسوق، فابتسمت قائلة:"فقط، لو استطعت أن تحضري لي رئتين"، و ذاك التعبير في عينيها الزرقاوين جعلنا نفكر: لا بد أنها تمزح..إنها تمزح..أليس كذلك؟.

حقا لن نستطيع أبدا ان نعرف.

 

لقد كان لها قصيدة مميزة كتبها والدها، جدي استرجعناها معا في الأسابيع الأخيرة، و كان من الواضح أنها تمدها بالراحة:

 

"باستي..

اليوم يا ابنتي ترتدين الأبيض

 لتمثلي روح الرب

لتمشي معه نحو كل ما هو صواب

على الطريق الذي خطاه المسيح

 

أفكارك نقية، خطوتك قوية

أحلامك مليئة بالأمل السعيد

لتملأك بالقوة لتمشي

طريق الحياة وتواجهي أعباؤه

 

الجندي الحقيقي في قطيع الرب       

معركتك الوحيدة الأن مع الحياة

و ربما يكون لك مكان في الجنة

حيث تعبرين معاناة الأرض

 

كما أنه كتب قصيدة اخرى، لتذكره بأمه، وقد كنت أفكر بها في الفترة الأخيرة فقد ذكرتني بي و بأمي، عندما كنا نتنزه في إحدى المرات، أصرت أنها ترى كل شيء بشكل جديد، الناس، (دينفرزبورت) التي يعاد بناؤها، الأرض المحيطة بالمقابر، ولاحقا أدركت أنها كانت تحاول أن تخبرنا أنها كانت تعلم.

"فيث"

قد يحتقرها المستهزئ و هي تركع ممسكة بصليبها

وتتحسس الحبات التي تمسكها

لكنها تعبت من السعي في سبل الحياة

و أدركت كم كبرت

 

لقد أتعبتها الحياة، وملأها الخوف من الموت

وهذه الحبات التي تمسكها هي ماتبقى لها من أمل

أنها ستجد شيء ما بعد أن يغادرها أخر نفس للحياة

شيء لا يُسمع و لا يُرى على المدى

 

و قد يسخر منها المستهزئ و هي تقبل هذا الصليب

و تركع حانية رأسها

فهي على وفاق مع ربها، بينما هو في ضياع

و مرهق ممالا يستطيع إدراكه

 

And weary for things he can't know

Y ahora quiero decir algo, aunque brevemente, a la communidad hispana, la que tenia tanto

amor para mi mama—diciendole simplemente siempre ‘la Dona.’ Y todos supieron de quien
estabamos hablando, sin tener que decir nada mas. Tan como a muchos otros, la Dona ayudo
bastante la gente de esta comunidad, con que tenia una connection especial. Me llamo una
colega anterior desde Santo Domingo para darnos nuestras condolencias, explicando cuanto
ayudo esta mujer, la dona, una mujer de tanta fuerza, intelegencia y amor, y tambien
cuanto ayudo a sus hijos y a su familia—diciendo como tantos otros que sentia de Corazon
que la dona fue, en cualquier parte, tambien su mama a ella. Me recordo tambien, pero no
es que necesitaba que me recuerden, de la broma que yo siempre hicia con mi mama,
relajando su pronunciacion en espanol. Zan-a-jor-i-a. Me reganaron, por supuesto, por
relajar a una mujer con tanta dignidad, y sobre todo que trataba con todo su fuerze a
conquistar el idioma espanol. Otra Montana que queria subir. Pero ojala, y supongo que
saben todos, como entendio la Dona, que eso fue todo de amor.

   

وإني لأعتذر للأب "شريدان" ولمن يحضرنا اليوم عن استرسالي في الحديث، أظن هذا مرجعه حبي للحديث عن تلك المرأة المميزة، وهذا يذكرني بمقطع أخر من الأغنية التي غنيناها" يا متعهد الدفن قد ببطء"، لكن طبعا عندما يحين الوقت..يحين الوقت، فلا يمكننا التحكم في الوقت أو التقويم.

سامحوني..و الأن، من أجلل هذه السيدة العظيمة التي كانت تريد أن تكون دوما اخر من يغادر الحفلة، فقد حان الوقت أن نتركها لترتاح،فقد قاتلت ضد القدر، ضد المرض، وضد الوقت نفسه حتى أخر لحظة.

 

لقد انحنيت و همست في أذنها وهي راقدة في فراش الموت، و إن لم أكن واثقا إن كان لايزال بإمكانها سماعي،أنه لا بأس يمكنها أن ترتاح الأن.

و قد كان هناك تاريخين معينين في الأسابيع الاخيرة ساعدا في تفسير هذا الغموض:

ال 20 من يناير: موعدها مع طبيب الأورام، بدءا من هذا التاريخ بدأنا نشعر أنها ستغادرنا قريبا،في تلك الليلة نمنا جوليا و أنا على مرتبة في غرفة نومها، نرافقها بينما تصارع الأخبار المزعجة، وأسررت إلى جوليا"إنها لا تأكل"، "إنها لا تقرأ" أجابتني جوليا."هذه إشارة سيئة بالنسبة لبات ويلش".

 

لكنني تذكرت الأن أن العشرين من يناير، كان يوم التنصيب، وهو يوم لطالما انتظرته لثمان سنوات طويلة،

فانا اتذكر بوضوح رؤيتها تبكي عام 2004،وعندما سألتها لم تستصعب الأمور، أجابت " قد لا أحيا حتى أرى (بوش) يرحل! ".لذا فربما كان العشرون من يناير مهما لها على عدة مستويات أكثر مما ظننا.

 

التاريخ  الغريب الاخر الذي اكتشفه لتوي البارحة، فعندما كنا نذهب لنحضر لها الوصفات الطبية التي كانت تبقيها على قيد الحياة، ولم أستطيع أن أوقف السيارة دون أن أبكي. فعمدت إلى مقهى و أخرجت إعلان أمي، كنوع من رد الفعل التلقائي، عنذما أدركت ما أفعل ابتسمت مكتشفا أنها و القانون لا يجرؤا على أن يحاسباني على هذه المخالفة الأخيرة ، و بينما أرى الإعلان معلقا من المنظور الخلفي، لاحظت أن تاريخ الانتهاء هو الرابع و العشرون من يناير2009، الليلة التي أسرعنا بها فيها إلى (برجهام)، و أخر مرة ركبت فيها معنا سيارتنا الصغيرة الغبية. مصدوماَ، رجعت في كرسي إلى الخلف..لقد حان الوقت أخيرا، لندع هذه المسكينة ترتاح، فلترتاحي يا أمي .. ارتاحي.

 

نحن نحبك،  ستعيشين دوماَ بيننا، " لعل الطريق يحييكِ، لعل الشمس تشرق دافئة على وجهك، و المطر يسقط بنعومة على حقولك، ولعل الرب يمسكك براحته حتى نلتقي قريبا"، أحبك يا أمي..إلى اللقاء.

 

ترسل المساهمات في ذكرى (باتريشيا جيننجز- ويلش) إلى جرين هاوس سكول

greenhouseschool.com

^  Top  ^

© 2003 دانيال باتريك ويلش. مسموح بإعادة الطبع مع الإشارة للكاتب ووضع رابطة لموقع

Translated by Marwa Magdy